تطور تقني
تطور تقني
هذا المساء، كل القنوات التلفزيونية تبث المسلسل نفسه، الذي يجذب، لا بسبب موضوعته، انما بسبب تقنيته المشاعرية، التي تتيح الآن للمتفرج ان يدخل في الشاشة، اذاً ان يشعر، لا بالنظر فحسب، بل، وايضا، بجهازه كل الوقائع المعروضة.
من خلال إشتراك بخدمة ما، كان يمكن لهذا المتفرج ان يتدخل في السيناريو بحسب ذوقه وبحسب الاتاحات. وبدفع مبلغ اضافي، كان من الممكن له، اصغوا جيدا، ان يحضر جسديا وان يتعرف مباشرة على بتر الاعضاء في مشفى ريفي، او على اخلاء الامكنة بفعل القصف، او على موت جار قو حمالة، باختصار، على اللعبة الكبيرة.
للارواح الحساسة للغاية، التحسين الاخير الذي صدر للتو يتيح للمتفرج ان يبقى على كنبته في صالونه، ان يغدو مطمورا بالدماء، بالبول، بكل البقايا الاخرى بين نفايات متنوعة. ولكن، في هذه الحالة، ان كان لديكم كلب، يجب حبسه في البهو لانه، وكما هي العادة، سيشرع عندها في العواء.
بالطبع، هناك حادثات قد تعرقل النقل، كما انها قد تمنع عودة هؤلاء الذين دخلوا الشاشة.
مدراء القنوات توقعوا ذلك وقد قدموا التفسير لذوي المفقودين عبر الشاشة: "انها الحياة"، يقولون، "انها الحياة". وذلك، من دون تدقيق كل مرة إن كانت الحياة تفرض تعدد التماثلات الممكنة التي تتخيلها الموهبة، او انها تحتم الحكم على دور واحد، من المقرر انه مميت.
شارل ملمان
٢١مارس٢٠٢٢
Traduction faite par Roger Outa